مدونة بقلم الصحافي أحمد محمد

??? ???????

Post Top Ad

Your Ad Spot

الاثنين، 31 ديسمبر 2012

اللغة الكردية حاجة اقتصادية

حقيقة جديدة في الاقليم

أحمد محمد - السليمانية/ مجلة الاسبوعية
الاقبال المتزايد من العرب والأجانب على العيش في اقليم كردستان أو التعاطي مع الاقليم، أبرز في السنوات الأخيرة حاجة ملحة الى تعلم اللغة الكردية في مدارس متخصصة وبتقنيات جديدة، من أجل تمكين الوافدين الراغبين في التعاطي مع المؤسسات الرسمية والتجار ومزاولة حياتهم بصورة عادية.



مدينة اربيل عاصمة اقليم كوردستان - تصوير أحمد محمد
معظم الشركات الأجنبية العاملة في العراق تستقر في اقليم كردستان الذي يستقطب الوافدين العرب والأجانب لاستقراره الأمني وتطوره الاقتصادي والاجتماعي، ومن الطبيعي والحالة هذه أن تنشأ حاجات جديدة أبرزها  تعلم اللغة الكردية من أجل تمكين الوافدين من التواصل الطبيعي مع أهل الاقليم.

ومن الواضح أن العوامل السياسية التي نشأت بعد التغيير في العام 2003، عززت الحاجة الى هذا التواصل الذي كرسه الدستور عندما نص على أن اللغة الكردية هي اللغة الرسمية الثانية في العراق الى جانب اللغة العربية. والمادة الرابعة في الدستور (الفقرة أولاً) تقول ان «اللغة العربية واللغة الكردية هما اللغتان الرسميتان، والدستور يضمن في الوقت نفسه للعراقيين الحق في تعليم أبنائهم اللغات الأخرى كالتركمانية والسريانية والأرمنية في المؤسسات التعليمية الرسمية، وفقاً لضوابط تربوية معمول بها، كما تعليم أي لغة أخرى في المؤسسات التعليمية الخاصة. إضافة الى ذلك يعترف الدستور بالوثائق الرسمية والمراسلات واصدار الأوراق النقدية وجوازات السفر والطوابع باللغتين الرسميتين، وقد نص- كما هو معروف- على أن تستعمل المؤسسات الاتحادية في اقليم كردستان اللغتين معاً.

وبصرف النظر عن أحكام الدستور من الطبيعي جداً أن يتعلم الانسان أو المواطن اللغة المحلية حيث يقيم، في هذا تقول الباحثة الاجتماعية فوزية العطية «إن القدرة على الاختلاط بالناس والتواصل معهم في الحياة اليومية (كالتسوق والمراسلة والتعاطي مع الدوائر الحكومية...) كلها تفرض تعلم اللغة، فضلاً عن أن تعلم الكردية يساعد على تعزيز الأواصر بين أطراف الشعب العراقي ويسقط الكثير من الحواجز النفسية بين العرب والأكراد».
هذه الحقائق الواضحة أدركها عبد الله صابر العراقي الذي يعمل في مهنة التدريس، والذي قرر بعد أربعين عاماً من مزاولة هذه المهنة فتح معهد متخصص في تعليم اللغة الكردية في مدينة السليمانية شمال العراق. صابر استلهم فكرته من خبر قصير نشرته قبل ثلاث سنوات صحيفة محلية خلاصته أن سيدة عربية قصدت طبيباً في السليمانية وواجهت وهي في طريقها اليه مشكلة كبيرة خلاصتها أنها لا تعرف اللغة الكردية، وراحت تسأل في الشارع عن كردي يعرف العربية يساعدها في مقابلة الطبيب.
وقد فكر صابر، من دون الاستعانة بأي خبير اقتصادي لدراسة الجدوى، في أن مشروعه لتعليم الكردية لا بد أن يلبي حاجة حقيقية لأن الاقليم يضم عدداً من معاهد تعليم اللغات الانكليزية والالمانية والتركية والعربية، إلا أنه يندر أن تجد معهداً يعلم الكردية لغير الناطقين بها كلغة أم... ولأن الاقليم يستقطب عاما بعد عام مستثمرين أجانب وبعثات دبلوماسية وشركات مختلفة وآلاف العائلات النازحة من وسط وجنوب العراق، فلا بد أن تتعاظم الحاجة الى تعلم اللغة المحلية لاعتبارات اقتصادية واجتماعية في آن. ومن هنا قرر صابر دعوة الراغبين في تعلم الكردية الى الالتحاق بمعهده، من أجل مساعدتهم على التواصل مع محيطهم والاختلاط بالادارات الرسمية أو مزاولة أعمالهم التجارية.
الصحفية الهولندية نينا

ومعروف أن مدن اقليم كردستان، بمحافظاتها الثلاث، شهدت توسعاً في عدد السكان وتزايداً مطرداً في النشاطات الاقتصادية بعد التغيير، وأن عدداً كبيراً من العراقيين الذين قصدوا الاقليم للاقامة يشعرون بحاجة حقيقية الى تعلم قواعد اللغة لاستعمالها بصورة صحيحة. ومن بين هؤلاء رجال أعمال وصحافيون (من بينهم الزميلة الهولندية نينا) ومستثمرون عرب وأجانب.
مدير معهد «اللغات لأجلك» في مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان فرهاد علي قال لـ«الأسبوعية» ان الاقبال على تعلم اللغة الكردية جيد في معهده الذي ينظم دورات تستمر لمدة 45 يوما للمستوى الواحد. وافاد علي ان مشاركين في الدورات معظمهم من العراقيين الذين لا يجيدون اللغة الكردية، ومن النازحين الى اقليم كردستان، بالاضافة اليهم يشارك بعض الاجانب ممن يحملون جنسيات اميركية واوروبية كالمانيا وهولندا وبريطانيا، وكذلك من دول الجوار كالأتراك والايرانيين.
وباختصار يمكن القول ان تعلم الكردية بات حاجة عراقية وطنية بقدر ما هو حاجة اجنبية، ولن يضر ابناء كردستان بالطبع ان يتقنوا الى جانب لغتهم الأم اللغة العربية ولغات أجنبية اخرى، في الوقت الذي يشهد الاقليم طفرة استثمارية ونمواً متسارعاً على مختلف الاصعدة. اما مشروع صابر فمجرد بداية في التوجه الجديد الى الكردية وهو مرشح لأن يتعزز في المرحلة المقبلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot

???????